top of page

رائد السلسة الصوفية والمنهج الروحي

Updated: Dec 7, 2023

وا̍ڶــصــﻼ̍ۃ وا̍ڶــســﻼم ؏ــڶــﮯ ســېــدنــا̍ ۛﷴ وآڵــہ



إن من أفضل ما يمكن أن يوضح دور الإمام علي

(كرم الله وجهه) في ريادة السلسلة الصوفية ، والمنهج الروحي الذي اختصه الله تعالى به ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم هو الحديث النبوي الشريف المروي عن ابن عباس رضي الله عنهما والذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأت الباب).

وهو حديث صريح ينص على تخصيص الإمام علي (كرم الله وجهه ) بعلوم الحقائق والعرفان ، وأنه لا يصل واصل إليها إلا من بابه ، وإلا كان مدلول الحديث غير مطابق للواقع ، إذا حُمِلَ على مُطلق العِلم ، لأن علياً كرم الله وجهه شاركه فيه جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم في رواية العلم (علم الظاهر ) ونقله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهم في ذلك كلهم أبواب للوصول إليه ، والنبي صلى الله عليه وسلم خصَّ علياً كرم الله وجهه وحده بكونه الباب الموصل إلى مدينة العلم ، فكان صريحاً في تخصيصه عليه السلام بعلم الباطن وعلم الحقائق ، الذي هو متصل بالعمل بالعلم الظاهر.

وتأكيدا لهذا المعنى قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حديث آخر: { أنا مدينة الحكمة وعلي بابها } ، وفي رواية: { أنا دار الحكمة وعلي بابها }.

والحكمة هنا هي العلم اللدني الذي يصل إلى قلب العبد بتجل مباشر من الحق جل جلاله ، وهذه الحكمة لها ينابيع من المعرفة والعلوم تجري من قلب العبد الملهم بها على لسانه ، فيعطيها في الوقت المناسب للشخص المناسب ، (يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ).

ومعنى الحديث كما ذكر صاحب فيض القدير شرح الجامع الصغير هو : إن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه هو الباب الذي يدخل منه إلى الحكمة، فناهيك بهذه المرتبة ما أسناها وهذه المنقبة ما أعظمها .


وأيد هذا المعنى بذكره لجملة أحاديث شريفة فقال عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسئل عن علي كرم الله وجهه فقال: (قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءاً واحداً).

وعنه أيضا قال: (أنزل القرآن على سبعة أحرف ما منها حرف إلا وله بطن وظهر، وأما علي فعنده منه علم الظاهر والباطن).


ولهذا ذهب أهل التصوف أجمعهم إلى الإقرار بهذا المرتبة الاختصاصية لحضرة الإمام علي عليه السلام ، وأجمعوا على أن جميع سلاسل الطرق الصوفية لا بد وأن يتصل سندها الروحي بحضرة الإمام ( كرم الله وجهه ) ومنه إلى حضرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ، وهذا أمر مُسلَّم به عند القوم ، قال سيد الطائفة الجنيد قدس الله سره: (صاحبنا في هذا الأمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ، ذلك امرؤ أعطي علماً لدنياً ).


حضرة الشيخ سيد د. الشريف شمس الدين الحسيني دامت بركاتهم


 

Copyright © 2023 Imam Ali ibn Abi Talib - Leader of all Believers 
الإمام علي بن ابي طالب- أمير المؤمنين - All Right Reserved

bottom of page